كتبت : مروة الشيخ
كأن اللغة القديمة مدّت يدها من عمق الزمن لتصافح أبناءها، هكذا فتحت كلية الآداب بجامعة عين شمس أبواب الذاكرة، وهي تعقد ندوة بعنوان "مفتاح الخلود"، عن الحضارة المصرية القديمة وأهمية اللغة المصرية القديمة وتوارثها عبر العصور، لتؤكد أن مصر لم تكن يومًا صفحة مطوية، بل كتابًا مفتوحًا على الدهشة والمعنى.
عقدت الندوة بكلية الآداب، وأعدتها أسرة مترو، ورائدتها الدكتورة إيمان طه، بالتنسيق مع إدارة رعاية الشباب، بكلية الآداب، تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس جامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور رامى ماهر صادق غالى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والأستاذة الدكتورة حنان كامل متولي عميدة كلية الآداب، وبإشراف الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم وكيل الكلية لشئون الطلاب والتعليم، وبتنسيق الأستاذة الدكتورة إيمان طه رائد أسرة مترو، والأستاذة سوها السبع مدير إدارة رعاية الشباب، وبجهود صادقة من أسرة مترو واتحاد طلاب كلية الآداب، وبمساندة الأخ الأكبر زياد أشرف «مارسيلو» والأخت الكبرى سهيلة سيد.
وفي محاضرة امتزج فيها العلم بالدهشة، والبحث بالحنين، أخذت الأستاذة الدكتورة دينا صادق، القائم بأعمال رئيس قسم الإرشاد السياحي، الحضور في رحلة عبر الزمن، موضحة أن الحضارة المصرية القديمة لم تكن حجارة صامتة ولا نقوشًا جامدة، بل روحًا إنسانية نابضة، صاغت رؤية المصري القديم للحياة والموت والخلود.
واستعرضت ملامح من تفاصيل الحياة اليومية، وعادات توارثتها الأجيال، وألفاظ لغوية ما زالت تتردد على ألسنتنا حتى اليوم، وكأن اللغة تأبى أن تموت، لأنها ابنة الخلود.
وأكدت د. دينا صادق أن اللغة المصرية القديمة تمثل مفتاحًا لفهم الشخصية المصرية في أعمق تجلياتها، فهي لغة الفكرة والطقس والمعنى، وأن الحفاظ عليها، معرفةً ووعيًا، هو حفاظ على الذاكرة الجماعية للأمة، وعلى خيط النور الذي يصل الماضي بالحاضر.
وفي كلمة حملت نبرة الانتماء ومسؤولية القيادة، شددت الأستاذة الدكتورة حنان كامل متولي عميدة كلية الآداب بجامعة عين شمس على أن الاعتزاز بالهوية المصرية ليس ترفًا ثقافيًا، بل ضرورة وطنية، مؤكدة أن كلية الآداب ستظل حاضنة للوعي، وبيتًا للثقافة، ومساحة آمنة لأسئلة الشباب وبحثهم عن المعنى والجذور.
وأشار الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم حسن إلى أن مثل هذه الندوات التوعوية تُعيد للشباب بوصلتهم الحضارية، وتؤكد أن اللغة والتاريخ ليسا دروسًا تُحفظ، بل وعيًا يُعاش، مثمنًا دور كلية الآداب وإدارة رعاية الشباب، ومشيدًا بجهود أسرة مترو واتحاد طلاب الكلية في صناعة نشاط طلابي واعٍ يحمل رسالة ثقافية حقيقية.
وفي ختام اللقاء، وقفت أسرة مترو على أرض الوفاء، فكرّمت الأستاذة الدكتورة حنان كامل متولي، في لفتة تحمل عرفانًا بريادتها ودعمها الدائم للأنشطة الطلابية، وإيمانها العميق بدور الشباب في حمل مشعل الثقافة والوعي. كما شمل التكريم الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم، والأستاذة الدكتورة دينا صادق، والأستاذة الدكتورة إيمان طه، والأستاذة سوها السبع، تقديرًا لعطائهم وجهودهم الصادقة في دعم الأسرة وتمكينها من أداء رسالتها الثقافية.
أُقيمت الندوة يوم الثلاثاء الموافق 16/ 12/ 2025 بقاعة المؤتمرات (1) بكلية الآداب، وسط حضور تفاعلي نابض، بدا فيه التاريخ حيًّا، واللغة متكلمة، والهوية أكثر حضورًا.
