ليس هناك شيء يسعد المرء من أن يمد يد العون لأخيه وهو يرى في بريق عينيه نظرة حب وامتنان، دون أن ينبذ ببنت شفة؛ وليس هناك شيء يطيب له المرء مثلما يرى كليته وهي تنمو وتزدهر وتثمر على أيدى قياداتها المخلصة وأبنائها من السادة الزملاء أعضاء هيئة التدريس وكافة الموظفين والعاملين بها؛ وما تتمم سعادة المرء إلا وكليته تبسط ذراعيها لكافة المواطنين الذين ييممون وجوههم شطرها بغية الدراسة والبحث العلمي والتدريب والتأهيل.
ومن أجل تحقيق ذلك الهدف المنشود أنشأت الدولة منذ ما يقرب من خمسة وعشرين عاما وكالة لخدمة المجتمع وتنمية البيئة في الجامعات المصرية. وفي العام 1995م أنشأت كلية الآداب مركًزا للدراسات والاستشارات ، ليصبح ركيزة من الركائز الأساسية لقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة ؛ ويعمل هذا المركز على تقديم كافة أشكال الخدمات للمجتمع من دورات متخصصة في اللغات الأجنبية واللغة العربية والحاسب الآلي ونظم المعلومات الجغرافية وغيرها؛ كما يقوم بعمل الدراسات الاجتماعية والنفسية والحضارية والتاريخية والمتحفية وغيرها، حسب الجهات والمؤسسات المعنية بتلك البحوث والدراسات؛ إضافة إلى منظومة العمل الثقافي المتمثلة في ورش العمل والندوات والمؤتمرات وغيرها بمتابعة الحالات بما يعزز دور كلية الآداب في تنمية المجتمع والوفاء باحتياجاته.
ويقوم المركز أيضاً بمتابعة الحالات المرضية وعلاجها والتي تعاني من مشكلات نفسية واجتماعية أو حالات الإدمان والتعاطي وغيرها من خلال شعبة الدراسات النفسية، التي تلعب دو ًرا مهًما في الإصلاح الاجتماعي.
وإضافة إلى هذا أنشأت كلية الآداب وحدة للمشروعات، وأخرى لمتابعة الخريجين والعمل على توفير وظائف لخريجي الكلية، كما أنشأت وحدة للدفاع المدني، وأخرى للأزمات والكوارث وجميعها تعمل تحت مظلة خدمة المجتمع وتنمية البيئة؛ لتزداد وتتوسع دائرة قطاع المجتمع والبيئة وتتشعب مهامه ليغطي كافة العالقات بين الكلية من جهة ومؤسسات المجتمع المدني من جهة أخرى؛ ويصبح مصدرا مهما من مصادر تنمية الموارد الذاتية للكلية.
ويظل قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة يمارس دوره المرسوم له بهمة واقتدار بفضل جهود كافة العاملين به، وتوجيهات قيادات الجامعة والكلية، الذين يتسمون جميعا بالإخلاص في العمل الذي يتم في صمت وبكافاءة عالية.
كما يسعى القطاع إنشاء مزيد من الوحدات الخدمية والإنتاجية ذات الطابع الخاص؛ مع التوسع في عقود الشراكة مع المؤسسات الخاصة والأهلية لتقديم أكبر كم ممكن من الخدمات التي تلبي احتياجات المجتمع المدني بشتى طوائفه.
وفي ختام كلمتي، أود أن أشيد بكافة العاملين بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة والذين يلعبون دو ًرا مهًما في ترسيخ دوره المجتمعي للنهوض بالمجتمع والوفاء باحتياجاته؛ كما أتمنى لكافة العاملين به وقياداته أن يوفقهم الله في مساعيهم المخلصة للنهوض بكليتنا وترسيخ سبل التواصل المجتمعي بين الكلية وكافة فئات المجتمع.....والله ولي التوفيق،،،